بتاريخ : 01-07-2009 الساعة : 01:25 PM
قصيدة ابي فراس الحمداني في مدح آل البيت
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و اخذل اعداءهم
هذه قصيدة للشاعر الموالي ابو فراس الحمداني رحمه الله , في مدح آل البيت عليهم السلام و قد قالها بعد ان بلغه ان الشعراء المتزلفين لبني العباس قد هجو ائمة آل البيت عليهم السلام , فدخل ابو فراس بغداد على صهوة جواد برفقة العديد من الفرسان حاملين السيوف متحدين جيوش بني العباس و جهر بقصيدته في وسط بغداد قلب عاصمة بني العباس دفاعاً عن آل البيت عليهم السلام و هجاءً لبني العباس غير ابهً بسلطانهم و لا بجبروتهم.
الديـن مختـرم والحـق مهتضـمُوفـئ آل رسـول الله مقتـسـمُ
والناس عندك لا نـاس فيحفظهـمسوم الرعـاة ولا شـاء ولا نعـمُ
إني أبيـت قليـل النـوم أرقنـيقلب تصارع فيـه الهـم والهمـم
وعزمة لا ينـام الدهـر صاحبهـاإلا على ظفـر فـي طيـه كـرم
يصان مهري لامـر لا أبـوح بـهوالدرع والرمح والصمصامة الخذم
وكل مائـرة الضبعيـن مسرحهـا رمث الجزيرة والخذراف والعنـم
وفتية قلبهـم قلـب إذا ركبـوا يومـا ورأيهـم رأي إذا عــزم
يـا للرجـال امـا لله منتـصـر مـن الطغـاة؟ أمـا لله منتقـم؟
بنو علـي رعايـا فـي ديارهـم والامر تملكه النسـوان والخـدم
محلؤون فأصفـى وردهـم وشـل عند الورود وأوفـى شربهـم لمـم
فالارض إلا علـى ملاكهـا سعـة والمـال إلا علـى أربابـه ديــم
فما السعيد بها إلا الـذي ظلمـوا وما الغني بهـا إلا الـذي حرمـوا
للمتقيـن مـن الدنيـا عواقبهـا وإن تعجـل فيهـا الظالـم الاثـم
لا يطغين بنـي العبـاس ملكهـم بنو علـي مواليهـم وإن رغمـوا
أتفخـرون عليهـم لا أبـا لكـم حتى كـأن رسـول الله جدكـم
وما توازن يومـا بينكـم شـرف ولا تساوت لكم في موطـن قـدم
ولا لكم مثلهم في المجـد متصـل ولا لجدكـم مسعـاة جـدهـم
ولا لعرقكم مـن عرقهـم شبـه ولا نثيلتكـم مـن امهـم أمـم
قال النبي بها يـوم الغديـر لهـم والله يشهـد والامـلاك والامـم
حتى إذا أصبحت في غير صاحبهـا باتت تنازعها الذؤبـان والرخـم
وصيروا أمرهـم شـورى كأنهـم لا يعلمـون ولاة الحـق أيـهـم
تالله ما جهـل الاقـوام موضعهـا لكنهم ستروا وجه الـذي علمـوا
ثم ادعاها بنـو العبـاس ملكهـم ومالهـم قـدم فيهـا ولاقــدم
لا يذكرون إذا ما معشـر ذكـروا ولا يحكم فـي أمـر لهـم حكـم
ولا رآهم أبـو بكـر وصاحبـه أهلا لما طلبوا منهـا ومـا زعمـوا
فهل هم يدعوهـا غيـر واجبـة؟ أم هل أئمتهم في أخذها ظلمـوا؟
أمّا علـي فقـد أدنـى قرابتكـم عند الولاية إن لـم تكفـر النعـم
أينكـر الحبـر عبـد الله نعمتـه أبوكـم أم عبيـدالله أم قـثـم؟!
بئس الجزاء جزيتم في بني حسـن أباهـم العلـم الهـادي وامهـم
لابيعـة ردعتكـم عـن دمائهـم ولا يميـن ولا قربـى ولا ذمــم
هلا صفحتم عن الاسرى بلا سبب للصافحين ببـدر عـن أسيركـم
هلا كففتم عن الديباج سوطكـم وعن بنات رسـول الله شتمكـم
ما نزهـت لرسـول الله مهجتـه عن السيـاط فهـلا نـزه الحـرم
ما نال منهم بنو حرب وان عظمت تلـك الجرائـر إلا دون نيلكـم
كم غدرة لكم في الدين واضحـة وكـم دم لرسـول الله عندكـم
أأنتم له شيعة فيمـا تـرون وفـي أظفاركم من بنيـه الطاهريـن دم
هيهات لاقرّبت قربـى ولا رحـم يوما إذا أقصت الاخلاق والشيـم
كانت مودة سلمـان لهـم رحمـا ولم تكن بين نـوح وابنـه رحـم
يا جاهدا فـي مساويهـم يكتّمهـا غدر الرشيد بيحيى كيـف ينكتـم
ذاق الزبيري غب الحنث وانكشفت عن ابن فاطمة الاقـوال والتهـم
ليس الرشيد كموسى في القياس ولا مأمونكم كالرضا إن أنصف الحكم
باءوا بقتل الرضا من بعـد بيعتـه وابصروا بعض يوم رشدهم وعموا
يا عصبة شقيت من بعد ما سعدت ومعشرا هلكوا من بعد ما سلمـوا
لبئسما لقيـت منهـم وإن بليـت بجانب الطف تلك الاعظم الرمـم
لا عن أبي مسلم في نصحه صفحوا ولا الهبيري نجا الحلـف والقسـم
ولا الأمان لأهل الموصل اعتمـدوا فيه الوفاء ولا عن غيهـم حلمـوا
أبلغ لديك بنـي العبـاس مألكـة لا تدّعوا ملكها ملاكهـا العجـم
أي المفاخر أمست فـي منازلكـم وغيركـم آمـر فيهـا ومحتكـم
أنى يفيدكـم فـي مفخـر علـم؟ وفي الخلاف عليكم يخفـق العلـم
يا باعة الخمر كفوا من مفاخركـم لمعشـر بيعهـم يـوم الهيـاج دم
خلوا الفخار لعلاميـن إن سئلـوا يوم السؤال وعماليـن إن علمـوا
لا يغضبون لغيـر الله إن غضبـوا ولا يضيعون حكم الله إن حكمـوا
تنشى التلاوة في أبياتهـم سحـرا وفـي بيوتكـم الاوتـار والنغـم
إذا تلـوا آيـة غنـى إمامـكـم قف بالديار التي لـم يعفهـا قـدم
منكم علية أم منهم؟ وكـان لكـم شيخ المغنيـن إبراهيـم أم لهـم؟
ما فـي بيوتهـم للخمـر معتصـر ولا بيوتهـم للـشـر معتـصـم
ولا تبيت لهـم خنثـى تنادمهـم ولايرى لهـم قـرد لـه حشـم
الركن والبيت والاستـار منزلهـم وزمزم والصفا والحجـر والحـرم
صلى الإله عليهم أينمـا ذكـروا لأنهم للـورى كهـف ومعتصـم
وليس من قَسَم في الذكـر نعرفـه إلا وهم -دون شك- ذلك القَسَم